كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قال همام: عن عطاء بن السائب:
دفع الحجاج رجلا إلى سالم بن عبد الله ليقتله فقال للرجل: أمسلم أنت؟
قال: نعم.
قال: وصليت اليوم الصبح؟
قال: نعم.
فرد إلى الحجاج فرمى بالسيف وقال: ذكر أنه مسلم وأنه صلى الصبح وإن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله (1)).
فقال: لسنا نقتله على صلاة ولكنه ممن أعان على قتل عثمان.
فقال: ها هنا من هو أولى بعثمان مني.
فبلغ ذلك ابن عمر فقال: مكيس مكيس (2) .
قال ابن عيينة: دخل هشام الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله فقال: سلني حاجة.
قال: إني أستحيي من الله أن أسأل في بيته غيره.
فلما خرجا قال: الآن فسلني حاجة.
فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟
فقال: من حوائج الدنيا.
قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها (3)؟
وكان سالم حسن الخلق؛ فروي عن: إبراهيم بن عقبة قال:
كان سالم إذا خلا حدثنا حديث الفتيان.
وعن أبي سعد قال: كان سالم غليظا كأنه حمال (4) .
وقيل: كان على سمت أبيه في عدم الرفاهية.
حماد بن عيسى الجهني: حدثنا حنظلة عن سالم عن أبيه عن
__________
(1) أخرجه مسلم في صحيحه (657) من حديث جندب بن عبد الله وتمامه: " فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء.
فيدركه فيكبه في نار جهنم " وأخرجه الترمذي (2164) من حديث أبي هريرة.
(2) كذا ضبط في الأصل وفي اللسان والتاج مكيس كمعظم: كيس معروف بالعقل.
والخبر في ابن سعد 5 / 196 وابن عسار 7 / 15 آ.
(3) ابن عساكر 7 / 16 ب وما بين الحاصرتين منه.
(4) ابن عساكر 7 / 17 آ وفيه جمال بالمعجمة.